السؤال

فضل سورة الكهف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من فضلكم ما صحة حديث:"من حفظ عشر ٱيات من سورة الكهف عصم من الدجال"؟

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا حديث صحيح، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال». وفي لفظ آخر ساق سنده "من آخر سورة الكهف". وأخرجه الأئمة أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم بألفاظ مختلفة جمعها الإمام المنذري في مختصر سنن أبي داود نوردها هنا لأن الشراح بنوا عليها معنى الحديث قال رحمه الله: ولفظ الترمذي: "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال". ولفظ النسائي: "من قرأ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال". وفي لفظ: "من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال". وفي لفظ: "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال" المعنى: ذكر العلماء للدجال معان في هذا الحديث، منها أنه هو كل كذاب، سيما إن كان في أمر الدين، ودلت عليه أحاديث صحاح، ومنها الجبار الظالم، ومعنى الدجال الذي سيفتن الناس بما يظهر من خوارق في آخر الزمان. قال القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 177) وقوله: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ": قيل: لما في قصة أصحاب الكهف من العجائب والآيات، فمن علمها لا يستغرب أمر الدَّجال، ولا يفتن به، أو يكون هذا من خصائص الله لمن حفظ ذلك، فقد روى: "من حفظ سورة الكهف ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه" وعلى هذا تنزل الرواية الأخرى "من آخر سورة الكهف"، وقيل: لما في قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء} وما بعدها. فيه من التنبيه على أمر الدجال والتنبيه على المفتونين والأخسرين أعمالاً، وفى آخر الآيات من ذكر التوحيد وأن لا يشرك بالله أحداً". وقال الطيبي في شرح المشكاة (5/ 1648) قوله: "عصم من الدجال": التعريف فيه للعهد، وهو الذي يخرج في آخر الزمان يدعي الألوهية، إما نفسه، أو يراد به من شابهه من فعله، ويجوز أن يكون للجنس، لأن الدجال من يكثر من الكذب والتلبيس، ومنه الحديث "يكون في آخر الزمان دجالون" أي كذابون مموهون... ويمكن أن يقال: إن أولئك الفتية كما عصموا من ذلك الجبار، كذلك يعصم الله القارئ من الجبارين. اللهم اعصمنا منهم وبدد شملهم".