السؤال

فضل عشر ذي الحجة

السلام عليكم السادة الفضلاء من فضلكم ما حكم هذا الحديث؟ وهل يوجد بالمنصة لأني بحثت عنه فيها ولم اعثر عليه بارك الله فيكم. نص الحديث :ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر......

الإجابة

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هذا الحديث صحيح أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه كلهم من طريق الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء». وهذا لفظ أصحاب السنن. وقال الترمذي عقبه: وفي الباب عن ابن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر. وحديث ابن عباس حديث حسن صحيح غريب. ولفظ البخاري بإبهام الأيام دون تعيينها: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء». وقد بوب له البخاري بقوله ـالمبين عن مذهبه في العشر ـ بقوله: باب فضل العمل في أيام التشريق؛ ثم ساق حجة لذلك قول ابن عباس: "واذكروا الله في أيام معلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات: أيام التشريق. قال الحافظ ابن رجب: وقد دل هذا الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده.. وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها صار العمل فيه وإن كان مفضولا أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلا ولهذا قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال: "ولا الجهاد" ثم استثنى جهادا واحدا هو أفضل الجهاد فإنه صلى الله عليه وسلم سئل: أي الجهاد أفضل قال: "من عقر جواده وأهريق دمه وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله". ..وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره. لطائف المعارف لابن رجب (ص: 260).