منصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف

السؤال

الفضائل

السلام عليكم ورحمة الله من فضلكم ما درجة حديث:" ما عمل ابن ٱدم عملا أحب إلى الله من إهراق الدم...".

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله هذا الحديث أخرجه الإمام الترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وصححه وتعقبه الذهبي بتضعيف أبي المثنى سليمان بن يزيد. لكن قال الإمام الترمذي في جامعه: حسن غريب من هذا الوجه، ولفظه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحـب إلى الله من إهراق الدم، إنه لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الـدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسا". هذا الحديث موجود بالمنصة برقم 6961 عن عائشة رضي الله عنها من جامع الترمذي. وقال أبو بكر بن العربي في عارضة الأحوذي ليس في فضل الأضحية حديث صحيح". ولا يتنافى هذا مع ما حسنه الترمذي. شرح الغريب: إهراق الدم: أي إسالة الدم وصبه بذبح الأضحية. القرون جمع قرن، والأشعار جمع شَعَر، والأظلاف جمع ظلف، وهو الظفر المشقوق من الغنم والبقر. والمعنى: "أفضل عبادات يوم العيد إراقة دم القربان (وهي الأضاحي)، وإنه يأتي يوم القيامة كما كان في الدنيا من غير أن ينقص منه شيء، ويعطى الرجل بكل عضو منه ثوابًا. وكل زمان يختص بعبادة، ويوم النحر مختص بعبادة فعلها إبراهيم عليه السلام من القربان والتكبير، ولو كان شيء أفضل من ذبح النعم في فداء الإنسان لم يجعل الله تعالى الذبح المذكور في قوله تعالى: {وفديناه بذبح عظيم} فداء لإسماعيل عليه السلام. والتضحية إذا نظر إليها في أنها نسك من المناسك، وأنها من شعائر الله، كما قال تعالي: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، لا سيما في أيام النحر لأنها كانت لهذا المعنى - لا في نفسها - من أفضل ما يعمله الإنسان، وأحب ما يصدر من الآدمي عند الله من سائر العبادات حينئذ. ألا ترى كيف تمم المعنى، وبالغ فيه بما لا يؤبه له من القرن والظلف والشعر، بل يكره التلفظ بها من حقارتها وبشاعتها، فجعلها في ميزان الحسنات؟ وإلى معنى تقوى القلوب ينظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (فطيبوا بها نفسًا) أي قلبًا. ينظر شرح المشكاة الكاشف عن حقائق السنن للطيبي (4/ 1307)