السؤال

رؤية الله

السلام عليكم ورخمة الله، ما حكم حديث "ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر"؟ وما معناه جزاكم الله خيرا؟

الإجابة

هذا الحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد من حديث جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنكم سترون ربكم عيانا"، وفي تفسير سورة النساء ، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن ناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هل في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيه سحاب، قالوا: لا، قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيه سحاب قالوا لا ... الحديث بطوله. وأخرجا نحوه عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال هل تضارون في القمر ليلة البدر، قالوا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا قال فإنكم ترونه كذلك ... الحديث بطوله. وأخرجاه في الصلاة عن قيس بن أبي حازم سمعت جرير بن عبد الله يقول كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)" . وهذا الحديث موجود في المنصة برقم 238، 865،239. والحديث يتحدث عن رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة ، وقد ذهب جمهور العلماء إلى إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة بالأبصار ، لتضافر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة. فقوله :"ترون ربكم" عام في رؤية العين والقلب كما قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة. وقد جلى الإمام النووي الرؤية المقصودة بقوله" الرؤية قوة يجعلها الله تعالى في خلقه ولا يشترط فيها اتصال الأشعة ولا مقابلة المرئي ولا غير ذلك، لكن جرت العادة في رؤية بعضنا بعضا بوجود ذلك على جهة الاتفاق لا على سبيل الاشتراط، وقد قرر أئمتنا المتكلمون ذلك بدلائله الجلية ولا يلزم من رؤية الله تعالى إثبات جهة تعالى عن ذلك بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمونه لا في جهة والله أعلم. وتشبيه رؤية الله عز وجل برؤية القمر معناه تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح وزوال الشك والمشقة.