سؤال و جواب

ورد حديث افتراق الأمة من عدة طرق وبألفاظ مختلفة، نقتصر على أصحها، كحديث أبي هريرة رضي الله عنه: فقد أخرجه أبو داود في سننه والترمذي في جامعه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه، ولفظه عند أبي داود: "افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة". ولفظه عند الترمذي وابن حبان والحاكم: "تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة". قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. أما عن معنى الافتراق قال السيوطي في مرقاة الصعود شرح سنن أبي داود: "قد علم أصحاب المقالات أنّه صلى الله عليه وسلم لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام، وإنّما قصد بالذمّ من خالف أهل الحق في أصول التوحيد، وفي تقدير الخير والشرّ، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة، وما جرى مجرى هذه الأبواب؛ لأن المختلفين فيها قد أكفر بعضهم بعضًا، بخلاف النوع الأول فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تفسيق للمخالف فيه، فرجع تأويل الحديث في افتراق الأمّة إلى هذا النوع من الاختلاف".