منصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف

السؤال

سؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمع كثيرا: هذا حديث صحيح لكن ليس عليه العمل. هل من توضيح لهذ الأمر؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: قولهم: "حديث صحيح لكن ليس عليه العمل"، هو مصطلح ورد استعماله عند المحدثين والفقهاء. كالإمام مالك والترمذي وأبو داود. فقد نقل ابن رشد الجد في البيان والتحصيل فيما جاء من الأحاديث بخلاف ما عليه العمل عن الإمام مالك قوله: "كان رجال من أهل العلم يتحدثون بأحاديث وتبلغهم عن غيرهم فيقولون: ما نجهل هذا، ولكن مضى العمل على غير هذا". وأما الإمام الترمذي فيقول في العلل الصغير: جميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به، وقد أخذ به بعض أهل العلم ما خلا حديثين: حديث ابن عباس أن النبي ﷺ جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر ولا مطر، وحديث النبي ﷺ أنه قال: "إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه"، وقد بينا علة الحديثين جميعا في الكتاب. ويبين ابن رجب منهج الأئمة والفقهاء في الأخذ بالحديث الصحيح في رسالته (بيان فضل علم السلف على علم الخلف) بقوله: "فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة، ومن بعدهم، أو عند طائفة منهم. فأما ما اتفق على تركه فلا يجوز العمل به؛ لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به". ومن تم فاعتبار العمل قيد مهم في الأخذ بالحديث الصحيح.