السؤال

من أشارت إليه الأصابع

ويل لمن أشارت إليه الأصابع ولو بالخير ما صحة هذا الحديث؟

الإجابة

هذا مما هو مشتهر على الألسنة، ولا يعرف حديثا، بهذا اللفظ. لكن رويت ألفاظ قريبة منه، في أحاديث تمدح من لا يشار إليه بالأصابع، وذم من أشارت إليه الأصابع بسبب طلب الشهرة والرياء، منها الضعيف ومنها الحسن والصحيح، ومن ذلك: "إن أغبط الناس عندي لمؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من الصلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك؛ عجلت منيته، وقلت بواكيه، وقل تراثه" أخرجه الترمذي وقال عقبه علي ضعيف، والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي بانه إلى الضعف أقرب. وقال ابن الجوزي بعد روايته في العلل المتناهية (2/ 636): هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وضعفه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام. ومنها ما أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7/ 72) «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا، إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ» وضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد. وفي كشف الخفاء (2/ 114): "كفى بالمرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع" قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث مسند الفردوس أسنده الديلمي عن ابن عمر وعن أنس ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث عمران بن حصين بلفظ آخر ، انتهى ولفظ ابن حبان والبيهقي في الشعب عن عمران بن حصين: "كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع: إن كان خيرا فهي مذلة إلا من رحم الله تعالى، وإن كان شرا فهو شر" وصححه ابن حبان، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير. وفي معجم الطبراني عن عمران بن حصين: كفى بالمرء من الإثم أن يشار إليه بالأصابع قيل : يا رسول الله وإن كان خيرا ؟ قال : " وإن كان خيرا فهو شر له إلا من رحم الله وإن كان شرا فهو شر له " وضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 531) وفي جامع الترمذي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل شيء شرة ولكل شرة فترة، فإن كان صاحبها سدد وقارب فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه". وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وهذه نماذج من الحديث تدل على أن من أشارت إليه الاصابع تلحقه المذمة خشية الاغترار، أو حب الظهور والرياء، أو كونه علما على الشر إن أشير إليه باعتباره مشهورا بالشر. قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 208) عند شرحه حديث عمران بن حصين المذكور أعلاه: " قال الحسن عني به المبتدع في دينه والفاسق في دنياه وفيه إن الاشتهار مذموم وإن الخمول محمودا لا من شهره الله لنشر دينه من غير طلب منه للشهرة"