السؤال

الآجال المقدرة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ما الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة (قد دعوت الله لآجال مضروبة) إلى آخر الحديت وحديث (لا يرد القدر إلا بدعاء)؟ وشكرا.

الإجابة

أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله، قال: قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئا قبل حله، أو يؤخر شيئا عن حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار، أو عذاب في القبر، كان خيرا وأفضل». وهو موجود بالمنصة برقم 4544. والسائل يسأل عن إمكان الجمع بينه وبين الحديث الحسن الذي أخرجه الترمذي عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر". وأخرج مثله ابن ماجه عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها". وتوجيه هذا ما نقل القاضي عياض عن الإمام المازري وغيره من الحذاق من أهل العلم في الجمع بين هذه النصوص قولهم: "ما وقع فى الظواهر من الزيادة فى العمر أو النقصان منه فيحمل ذلك على ما عند ملك الموت أو من وكله البارى - سبحانه - بقبض الأرواح، وأمره فيها بآجال محدودة، فإنه - سبحانه - بعد أن يأمره بذلك أو يثبته في اللوح المحفوظ، لملك الموت ينقص منه ويزيد فيه، على حسب ما شاء حتى يقع الموت على حسب ما علم - تعالى - فى الأزل، وقد قال عز من قائل: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} (الرعد:39) فأثبت المحو والإثبات وأخبر أن عنده أم الكتاب".