السؤال

سؤال عن درجة حديث

ما درجة حديث : ان النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع اصحابه في المسجد فقال يطلع عليكم الان رجل من أهل الجنة فطلع رجل تنطف لحيته من أثر الوضوء ثم لما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته فطلع نفس الرجل ثم في المرة الثالثة فطلع نفس الرجل ثم لما انتهى المجلس تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه الخ الحديث

الإجابة

الحديث في مسند أحمد وفي شعب الإيمان للبيهقي من حديث أنس بن مالك، قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة"، فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى. فلما كان اليوم الثالث، قال النبي صلى الله عليه وسلم، مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاَحيْت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلتَ؟ قال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئا، غير أنه إذا تعارّ وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبّر، حتى يقوم لصلاة الفجر. قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث ليال وكدتُ أن أحقر عمله، قلت: يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثَم، ولكن سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك، فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا، ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق.إسناده صحيح على شرط الشيخين. قاله شهاب الدين البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، وهذا الحديث فيه إرشاد إلى فضل تمني الخير للغير وسلامة الصدر للناس، وأن العبرة ليست بكثرة العبادة بل بثمرات هذه العبادة من أخلاق وسلوك.