ما خلاصة حكم حديث : قال النبيُّ ﷺ لمُعاذٍ: بم تحكُمُ؟ قال: بكتابِ اللهِ، قال: فإن لم تَجِدْ؟ قال: بسُنَّةِ رسولِ اللهِ ﷺ. قال: فإن لم تَجِدْ؟ قال: أجتَهِدُ رأيي ولا آلُو. قال: الحمدُ للهِ الذي وفَّقَ رسولَ رسولِ اللهِ. فقد وجدت فيه كلام كثير من العلماء من قال إسناد جيد و منهم من قال ضعيف و منهم من قال حسن فلم أعرف هل يصح عن الرسول ﷺ أو لا
هذا الحديث اتفق المحدثون على عدم صحة إسناده بسبب الانقطاع في السند، وجهالة الراوي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، غير أن معناه اتفق العلماء على صحته، لأجل الروايات التي تشهد لمعناه؛ من ذلك ما أخرجه الدارمي والبيهقي وغيرهما، عن ميمون بن مهران قال: كان أبو بكر إذا ورد عليه الخصم نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى به، وإن لم يكن في الكتاب وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر سنة قضى به، فإن أعياه خرج فسأل المسلمين وقال: أتاني كذا وكذا، فهل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بقضاء؟ فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قضاء. فيقول أبو بكر: الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ على نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن أعياه أن يجد فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع رءوس الناس وخيارهم فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به". هذا وقد صحت أخبار في ترتيب أصول استنباط الأحكام الشرعية، بدءا بالكتاب فالسنة فاجتهاد العالم، وهو ما توارثه العلماء منذ الصحابة فمن بعدهم، لا يخالف في ذلك إلا من لم يتبع نهجهم، والله تعالى أعلى وأعلم.
البحث