ما صحة ومعنى حديث: يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة قيل يا رسول الله وكيف يكون ذلك ؟ قال ذلك برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم من بعض؟
روى هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة". فقيل: يا رسول الله، وكيف يكون ذلك؟ قال: "ذلك برغبة بعضهم من بعض، ورهبة بعضهم من بعض". وأخرجه أيضا الإمام البزار في مسنده والإمام الطبراني في مسند الشاميين، وفي المعجم الأوسط وقال عقب روايته في المصدر الأخير: «لا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به: أبو بكر بن أبي مريم». وقال فيه الهيثمي في مجمع الزوائد: «رواه البزار والطبراني في الأوسط، وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف». وذكر له السخاوي شواهد تقوي معناه في كتاب: الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية، حيث قال: مسألة: هل ورد الإعلام بمجيء زمن يتحاب أهله فيه بالألسنة دون القلوب؟ فالجواب: نعم، وذلك فيما أخرجه أحمد والطبراني وغيرهما عن معاذ بن جبل مرفوعًا: "يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة" قيل: يا رسول الله وكيف يكون ذلك؟ قال: "ذاك برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم من بعض". وسنده ضعيف، ولكن له شاهد عند الديلمي في مسنده بسند ضعيف أيضًا عن ابن عمر رفعه: "يوشك أن يظهر العلم ويخزن العمل ويتواصل الناس بألسنتهم ويتباعدون بقلوبهم، فإذا فعلوا ذلك طبع الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم" وكل منهما يتقوى بالآخر سيما مع صحة المعنى كما هو الظاهر بالقرائن غالبًا، وحينئذٍ فيضم هذا لما وقع من الإخبار بالمغيبات والأحوال، وما أحسن ما أوصى به صعصعة بن صوحان بعض أقربائه حيث قال: "خالص المؤمن وخالق الفاجر فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن وأنه يحق علينا أن نخالص المؤمن" أخرجه إسحاق بن راهويه، والكلام في معناه كثير نظمًا ونثرًا والله الموفق.
البحث