منصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف

السؤال

الدعاء بغير الله

أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله أن يعافيني . فقال صلى الله عليه وسلم : (إن شئت دعوت لك ، وإن شئت أخّرتُ ذاك ، فهو خير لك. [وفي رواية : (وإن شئتَ صبرتَ فهو خير لك)] ، فقال : ادعهُ. فأمره أن يتوضأ ، فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه ، فتقضى لي ، اللهم فشفّعه فيَّ وشفّعني فيه) . قال : ففعل الرجل فبرأ .ما صحة هذا الحديث

الإجابة

هذا حديث خرجه الإمام الترمذي عن عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ باللفظ الوارد في السؤال باستثناء العبارة الأخيرة منه :" ..و شفعني فيه " فهي ليست في رواية الترمذي و رواها الحاكم في مستدركه. و قال الترمذي بعد روايته :" قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ" وهذا الحديث موجود بالمنصة تحت رقم : 10099. وليس في الحديث دعاء لغير الله، إنما هو توسل إلى الله بأفضل خلقه إليه رجاء قبول دعائه، قال المناوي في معناه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك وأتوجه إِلَيْك ‌بنبيك ‌مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة) أَي الْمَبْعُوث رَحْمَة للْعَالمين (يَا مُحَمَّد إِنِّي تَوَجَّهت بك) أَي استشفعت (إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتي هَذِه لِتَقضي لي) أَي لتقضيها لي بِشَفَاعَتِهِ (اللَّهُمَّ فشفعه فِي) أَي اقبل شَفَاعَته فِي حَقي. اهـ. التيسير بشرح الجامع الصغير: 1/218.