السلام عليكم ورحمة الله، ما صحة الحديثين الواردين في صيغة دعاء القنوت الحديث الأول: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتوَلَّني فيمن تَولَّيت، وبارك لي فيما أعطَيْت، وقِنِي شر ما قَضَيت، إنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من والَيْت، ولا يعز من عادَيْت، تباركت ربنا وتعالَيْت". الحديث الثاني: «اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخنع لك ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق»
الحديث الأول، رواه أحمد، وأصحاب السنن، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، كلهم من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت" قال الترمذي هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي. وقال فيه الحاكم: حديث يزيد بن مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي في دعاء القنوت الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم اهديني فيمن هديت" أشهر من أن يذكر طرقه وإسناده. و أخرجه أبو داود والبيهقي بزيادة لفظ "لا يعز من عاديت"، قال ابن حجر في التلخيص: وهذه الزيادة ثابتة في الحديث، إلا أن النووي قال في الخلاصة: إن البيهقي رواها بسند ضعيف. وزاد النسائي في: تباركت وتعاليت، وصلى الله عليه وسلم، قال عنها النووي في الخلاصة، إسنادها صحيح، أو حسن. وقد فصل في ذكر تخريجه وطرقه ابن حجر في التلخيص الحبير1/ 503، والزيلعي في نصب الراية،2/125 أما الحديث الثاني، فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وفيه، عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن عبيد بن عمير، قال: صليت خلف عمر بن الخطاب الغداة، فقال في قنوته: "اللهم إنا نستعينك، ونستغفرك، ونثني عليك الخير، ولا نكفرك، ونخلع، ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق". وأخرجه من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمر، أن عمر..."وهذا الطريق قال عنه الذهبي في المهذب في اختصار السنن، إسناده صحيح، وأخرجه أيضا من طريق عن عبد الرحمن بن سويد الكاهلي: أن عليا قنت في الفجر. وراه البيهقي مطولا من حديث خالد بن عمران، وقال عقبه: هذا مرسل، وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيحا موصولا. قال الإمام النووي في خلاصة الأحكام: رواه البيهقي من طرق كثيرة فيها تقديم وتأخير، ونقص. وهو المعتمد عند المالكية.
البحث