السلام عليكم ورحمة الله، من فضلكم ما صحة حديث آفة الحديث الكذب وآفة الحلم السفه وآفة العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة السماحة المن وآفة الشجاعة البغي وآفة الجمال الخيلاء وآفة الجود السرف وآفة الحسب الفخر وآفة الدين الهوى؟
وعليكم السلام ورحمة الله؛ روى هذا الحديث بألفاظ متقاربة وبتقديم وتأخير: الطبراني في المعجم الكبير والقضاعي في مسند الشهاب والبيهقي في شعب الإيمان. وتفصيل ذلك: أما الطبراني فقد أخرجه ضمن حديث طويل عَنِ الْحَارِثِ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَأَلَ ابْنَهُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْمُرُوءَةِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، مَا السَّدَادُ؟.... ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ، وَلَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ ... وَآفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ، وَآفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ، وَآفَةُ الْحِلْمِ السَّفَهُ، وَآفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ، وَآفَةُ الظّرْفِ الصَّلَفُ، وَآفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْيُ، وَآفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ، وَآفَةُ الْجَمَالِ الْخُيَلَاءُ، وَآفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ.... قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو رَجَاءٍ الْحَبَطِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّيَّاتُ، وَلَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. » ولم يذكر فيه "وآفة الجود السرف" ولا "وآفة الدين الهوى". قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد:" رواه الطبراني، وفيه أبو رجاء الحبطي، واسمه محمد بن عبد الله، وهو كذاب" وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن علي، ولفظه عنده: "آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر"، وزاد في رواية أخرى "وآفة الظرف الصلف، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى". وسنده ضعيف كما نص على ذلك السخاوي في المقاصد بعدما عزاه إلى القضاعي والديلمي بقوله: «القضاعي في مسند الشهاب، والديلمي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، ومن حديث شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور كلاهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعا في حديث بلفظ: آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان، وسنده ضعيف إلا أنه صحيح المعنى». والحديث رواه أيضا البيهقي في شعب الإيمان عن علي، أنه قال للحسن ابنه: يا بني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا مال أعود من العقل، ولا فقر أشد من الجهل، ولا وحدة أشد من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الظرف الصلف، وآفة الجمال البغي، وآفة الشجاعة الفخر، يا بني لا تستخفن برجل تراه أبدا، فإن كان أكبر منك فاحسب أنه أبوك، وإن كان مثلك فاحسب أنه أخوك، وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ابنك". وقال فيه: «تفرد به هذا الحبطي، عن شعبة وليس بالقوي». وعزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى البيهقي في الشعب ورمز لضعفه.
البحث