السؤال

الحكمة

السلام عليكم هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها؟

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: هذا الحديث سئل عنه الحافظ السخاوي فنقل تضعيفه، وهو من رواية علي وابن عباس رضي الله عنهما، فرواه الترمذي في جامعه، وأبو نُعيم في الحلية، وغيرهما من حديث علي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أنا دار الحكمة، وعلي بابها" وقال الترمذي: هذا حديث غريب منكر، وقال البخاري إنه ليس له وجه صحيح. وقال الدارقطني في العلل: إنه حديث مضطرب غير ثابت، ونقل الخطيب البغدادي عن يحيى بن معين أنه قال: إنه كذب لا أصل له. أما حديث ابن عباس فأخرجه الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي بأنه موضوع، وجعل ابن الجوزي الحديثين من الموضوعات. وبعد ذكر شواهد الحديث قال السخاوي في الأجوبة المرضية إن أحسنها حديث ابن عباس بل هو حسن. ولفظ حديث ابن عباس " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب". قال السخاوي بعد تخريجه في الأجوبة المرضية: "وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما. وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، فيسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره". بل ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم رجل آخر. فقال ابنه محمد بن الحنفية: ثم أنت يا أبي، فكان يقول: "ما أبوك إلا رجل من المسلمين". رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين.