السؤال

الخوف والرجاء

السلام عليكم من فضلكم هل حديث " أقسم الخوف و الرجاء أن لا يجتمعا في أحد في الدنيا فيريح ريح النار ، و لا يفترقا في أحد في الدنيا فيريح ريح الجنة" صحيح؟ وما الفرق بينهما؟

الإجابة

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخرج هذا الحديث البيهقي في شعب الإيمان من حديث ابن أبي مالك قال: دخل واثلة بن الأسقع على مريض يعوده فقال له: كيف تجدك؟ قال المريض: لقد خفت الله خوفا حسبت أن لا يقوم لي بعد نظام، ورجوت الله رجاء فرجائي فوق ذلك. فقال واثلة: الله أكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أقسم الخوف والرجاء أن لا يجتمعا في أحد في الدنيا فيريح ريح النار، ولا يفترقا في أحد في الدنيا فريح ريح الجنة". وأورده الديلمي في مسند الفردوس مقتصرا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للطبراني في الكبير ورمز له بالحسن. وأخرج الترمذي في جامعه حديثا في هذا المعنى من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب، وهو في الموت، فقال: "كيف تجدك؟" قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف". وحسّن إسناده المنذري في الترغيب والترهيب كما جوّد إسناده النووي في خلاصة الأحكام وابن الملقن في تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج وهو موجود في المنصة برقم 10176. ويشير القسطلاني في إرشاد الساري إلى تعريف الخوف والرجاء. فقال: "الرجاء بالمد وهو تعليق القلب بمحبوب من جلب نفع أو دفع ضرر سيحصل في المستقبل وذلك بأن يغلب على القلب الظن بحصوله في المستقبل ... وأما الخوف فهو فزع القلب من مكروه يناله أو محبوب يفوته". وذكر قبله الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن أن الرجاء ظن يقتضي حصول ما فيه مسرة. وذكر القرطبي في المفهم حال العارف بالله أنه يكون: "بين الرجاء والخوف، ولا بد منهما للمؤمن، ولذلك قال بعض السلف: لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا. إلا أن الخوف أولى بالمسيء لكن بحيث لا يقنط من رحمة الله، والرجاء أولى بالمحسن لكن بحيث لا يغتر فيكسل عن الاجتهاد في عبادة الله".