السؤال

طلب العلم

السلام عليكم ورحمة الله ما حكم حديث: طلب العلم فريضة على كل مسلم. بارك الله فيكم.

الإجابة

أخرجه ابن ماجه في سننه من حديث أنس بن مالك. وأخرجه أيضا البزار في مسنده وقال عقبه: "هذا الحديث إنما رواه عن كثير: حفص بن سليمان وحفص لين الحديث جدا وكل ما يروى عن أنس في طلب العلم فريضة فأسانيدها لينة كلها وإنما ذكرنا هذا الحديث لنبين العلة فيه وأنه قد رواه محمد، عن أنس". قد استقصى طرقه الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله وقال فيه: هذا حديث يروى عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة، كلها معلولة، لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد. انظر جامع بيان العلم وفضله 1/ 23. وأسند إلى الحافظ إسحاق بن راهويه قوله: " طلب العلم واجب ولم يصح فيه الخبر إلا أن معناه أن يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه من وضوئه وصلاته وزكاته إن كان له مال وكذلك الحج وغيره، قال: وما وجب عليه من ذلك لم يستأذن أبويه في الخروج إليه وما كان منه فضيلة لم يخرج إلى طلبه حتى يستأذن أبويه قال أبو عمر: «يريد إسحاق، والله أعلم، أن الحديث في وجوب طلب العلم في أسانيده مقال لأهل العلم بالنقل ولكن معناه صحيح عندهم وإن كانوا قد اختلفوا فيه اختلافا متقاربا.. جامع بيان العلم وفضله 1/ 52. ثم أسند الحافظ ابن عبد البر بعد تتبع طرق الحديث: إلى محمد بن معاوية الحضرمي قوله: سئل مالك بن أنس وأنا أسمع، عن الحديث الذي يذكر فيه «طلب العلم فريضة على كل مسلم» فقال: ما أحسن طلب العلم ولكن فريضة فلا ". جامع بيان العلم وفضله 1/ 54. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: "هذا إسناد ضعيف لضعف حفص بن سليمان البزار". وقال الزركشي في التذكرة في الأحاديث المشتهرة: "روي من حديث عليّ وابن مسعود وأنس وابن عمر وابن عباس وجابر وأبي سعيد. وفي كل طرقه مقال وأجودها طريق قتادة وثابت عن أنس وطريق مجاهد عن ابن عمر". وقال عقب إيراد حديث أنس بن مالك من طريق ابن ماجه: وكثير بن شنظير مختلف فيه فالحديث حسن". ونقل الزركشي عن الحافظ جمال الدين المزي تحسينه للحديث قائلا: "هذا حديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن". وتتبع هذه الطرق جلال الدين السيوطي في جزء أوصلها إلى خمسين طريقا. وقال السخاوي في المقاصد الحسنة: "تنبيه: قد ألحق بعض المصنفين بآخر هذا الحديث «ومسلمة» وليس لها ذكر في شيء من طرقه وإن كان معناها صحيحا". والحديث موجود بالمنصة تحت رقم: 9067.